
استبدل الكمال، وحدد ما هو هام حقاً بالنسبة إليك؛ فربَّما يمكنك استبدال دافعك للكمال بالطيبة أو الفرح أو الشعور بالإنجاز أو المساهمة أو الحب؛ فما هو أكثر شيء لاقى استحسانك؟
كثير منا يسعى للكمال في حياته، سواء في العمل، أو الدراسة، أو حتى في تفاصيل يومه الصغيرة. لكن هل سألت نفسك يومًا: هل الكمال ممكن؟ الإجابة البسيطة: لا.
وقد تؤثر هذه الصفة سلبًا على قطاع واسع من الأشخاص سواء كانوا طلبة أو موظفين أو غيرهم، إذ وجد الباحثون أن الموظفين الذين يحرصون على إتمام عملهم دون أي أخطاء، تقل إنتاجيتهم لأنهم يأخذون وقتًا أطول من غيرهم في إتمام المهمة.
فالرغبةُ في التميُّز وأداء الأعمال على الوجه الأكمل - سواءٌ الأعمال الدينية والدنيوية - دليلٌ على عُلوِّ هِمَّتك، غيرَ أنَّ للإنسان طاقةً محدودةً، وقدرةً مُعيَّنةً على الأعمال، وعجزًا أيضًا، ومِن رحمة الله تعالى أنه لا يُكلِّفنا إلا ما في طاقتنا ووُسعِنا، ولو تأمَّلتَ بعضَ ما وَرَدَ في الشريعة السمحاء، لأدركتَ أنَّ الشارع الحكيم قد حثَّ على الاستقامة، وهي: السدادُ والغايةُ في التميُّز، ولكن جعَلها مرتبطةً بطاقة المكلَّف؛ بحيث لا يَغلو ولا يُقصِّر.
أمامك طريقان: الأول: طريق العلاج النفسي، سواءً الجلسات العلاجية، أو بعض الأدوية النفسية، والتي يمكن أن تخفف عنك بعض أعراض هذا الوسواس القهري وهذه النزعة للكمال، ولكن هذا العلاج لن يفيد أصلاً من دون الأمر الثاني.
تقبُّل الفشل ومواجهة المواقف التي تتجنبها لتقليل التوتر والخوف من ارتكاب الخطأ
و قد تظهر هذه النزعة لديهم بالرغبة بالوصول للمثالية و الكمال في التصرفات أو الشكل الخارجي أو الدراسة أو العمل و في مختلف مناحي الحياة الأخرى ، و قد تظهر هذه النزعة لديهم أيضًا برفضهم لأي معيار قد لا يمثل حالة الكمال التى يسعون خلفها أو يقل عنها بشكل طفيف.
مشكلة الإنسان الكمالي، هي أنَّ حبَّه لذاته، واحترامه لها، مشروط بالإنجاز والقيام بالأعمال المتقَنة؛ وهذا ما يسبِّب اضطرابات نفسية وجسدية؛ لأنَّه من المستحيل على أي إنسان مهما كانت درجة مهاراته أو خبراته، أن يُنجِز أعمالاً متقَنة طوال الوقت.
يعرف السعي للكمال على أنه سمة من سمات الشخصية و تظهر هذه السمة على شكل نزعة لدى الشخص للوصول إلى الوضع المثالي أو الكامل في معظم نواحي حياته، حيث يضع الشخص الذي اقرأ المزيد يتسم بهذه السمة معايير وأهداف عالية جداً لنفسه و يحاول جاهدًا الوصول لها.
التحديات والفرص للمصانع السعودية في عصر الذكاء الاصطناعي
لذا بدلاً من التركيز على الخطأ الذي حدث، لماذا لا تقر بكل الأشياء التي تقوم بها على نحو صحيح؟ افعل ذلك على الأقل قبل محاولة اكتشاف كيفية إجراء تحسينات في المستقبل؛ وليكن شعارك الجديد: "التقدم لا الكمال".
تتضمن هذه التقنية وضع نفسك تدريجيًّا في مواقف عادة ما تتجنبها خوفًا من ألا تسير الأمور على ما يرام. تذكر فحسب: في أسوا الافتراضات، اعتبر الفشل فرصة للتعلم.
هل الطموحات العالية والإنجازات المبهرة هي السبيل الوحيد نحو السعادة؟ وإذا كانت حقًا كذلك لماذا لا نشعر بالرضا عن أنفسنا عند تحقيق تلك الطموحات؟ أم أنها مجرد قناع يكمن ورائها وهم الكمال؟
من نحن لوحة تحكم مجتمع ويكي هاو صفحة عشوائية التصنيفات